
أهم خاصيات الجرذان أنها تحب الظلام وتتكاثر بسرعة حيث يوجد الإهمال وغياب النظافة كما أن الجرذان تحبذ النفايات وحاويات القمامة. تكاثرها يمثل آفة .. لأنه حيوان مُضر للغاية، فهو لا يكتفي بالتخريب بل يسعى الى الفساد متعمدا، مفسحاً بذلك الطريق أمام الحشرات والفطريات والبكتيريا من كل الأشكال والأصناف ليكملوا ما بدأه من تخريب وإفساد.
ما دعاني لهذه المقدمة أننا نعيش الآن عصر الجرذان فقد تكاثرت للحد الذي جعل من تواجدها أمر طبيعي، فأصبحنا نراها في كل مكان، بل أنها تدخلت في حياتنا ومستقبلنا، ترسم لنا تفاصيل حياتنا .. وتكتب لنا التاريخ .. وتنظر علينا في جميع المجالات، بل لقد وصلت إلى سدة الحكم، وأصبحنا تحت سلطة الجرذان.!!!
الغريب، هناك جرذان تعتبر نفسها مُثقفة ..و ثقافتها غربية علمانية مع أنها لم تغادر حاوية القمامة التي ولدت فيها .. ومع ذلك تنال من حضارتنا وثقافتنا وعلمائنا وتراثنا وتتحدث عنهم بازدراء ..وهناك جرذان ينتحلون صفة الخبراء والمحللين ونحن نستمع لهذا الجرذ أو ذاك ونضحك ملئ أفواهنا على كلامه التافه دون رد منا أو تعليق لأنه مُجرد جرذ!!! ..ليس هذا فحسب، هناك جرذان خرجت من جحورها ولبست عباءة الدين وأصبحوا شيوخاً يُشار لهم بالبنان .. فهذا جرذ يكفرنا ويخرجنا من الملة .. وذاك جرذٌ آخر يتباكى ويلطم على الدين الذي ضاع .. ولأنهم مجرد جرذان تركناهم يتحدثون وينظروا.. ظناً منا ان أحداً لن يستمع لوعظ جرذ.!!! .....أما المدهش، والذي لم يكن يخطر لنا على بال .. أن تصبح الدولة تحت حكم الجرذان؟؟؟...
ولكن لمَ العجب !! ألسنا نحن من جعل للجرذان مكان بيننا؟؟؟..
ألسنا نحن من أطفأ النور فتكاثرت الجرذان في غفلة منا تحت ستار الظلام؟ ، ونحن بإهمالنا تركنا ثغرات وجحور لينفذ منها الجرذان لبيوتنا و مصانعنا ومؤسساتنا و يعتلون منابر مساجدنا؟، ونحن من ترك أكوام النفايات تتراكم وتتكدس لتُصبح معسكرات ينطلق منها الجرذان، وكنا نسمع صخبهم وصراخهم منبعثاً من أكوام القمامة؟.
إن كنا فعلنا ذلك بملء إرادتنا، فلم نستغرب أن يكون للجرذان مكان بيننا؟
نحن المسؤولون عنها وبدون خجل، فلو كافحناها قبل أن تكون على مثل هذا المستوى من الانتشار الوبائي، لما كان الحال كما هو الآن.!!!
لا حل الآن سوى فضح كبار الجرذان وسيقضى على باقي الاذناب التي تلهث وراءهم فتلزم جحورها.
- المنجي الشعري -