أوّلا : عدم توضيح موقعه الحزبي فلا أعلن أنّه داخل النداء ولا خارجه.
ثانيا : لم يوضّح طبيعة علاقته بعد بالكتلة العظيمة الصاعدة مؤخّرا داخل قبّة البرلمان والتي ستعيد ترتيب كل الأوراق بقصر باردو" الإئتلاف الديمقراطي".
ثالثا : اتضاح استخدامه لأجهزة الدولة لإزاحة خصومه.
برهان بسيّس أخيرا وليس آخرا.
رابعا : عدم إسراعه بالتحوير الوزاري ولو جزئيّا حتّى لا يتوضّح حجم حزامه السياسي .
كل هذا يسمح له بمجال واسع للمناورة مع النداء ومع مؤسسة رئاسة الجمهوريّة مع وضع قدم راسخة في قبّة البرلمان ما فتئت تتعزّز باستقالات شبه يومية من النداء والإلتحاق بكتلته الجديدة السائرة نحو سحب البساط من الإنفراد الوقتي للنهضة بالسلطة التشريعية ..
وكل هذا يجعل خصومه وحلفاءه معا تحت ضغط رهيب ولا يطاق خاصة بعد تشضّي كل مقوّمات التوافق وبروز جو من الخوف والهلع والترقّب داخل المجتمع ينبئ بإنفجار المركب بالجميع في أية لحظة.
وهذا ما يكبّل أكثر شقّي النزاع الحالي ويجعل أمر الرجوع بحالة التوافق إلى ما كانت عليه ضربا من ضروب المستحيل.
فبحيث ولد صغير تلاعب بالثعلبين الكبيرين وأصبح يمسك منفردا بتلابيب اللعبة وقادر على تحريك أوراقها جنوبا وشمالا .
وذكاؤه يكمن في خلق موضع ثالث لقدميه في البرلمان وأفلت من الإرتهان لأحد جانبي الإئتلاف المغشوش..ثمّ الإبقاء على كل الإحتمالات قائمة لإختيار الطرف الذي يلجأ إليه إذا حاولت جهة من هذه الجهات ضربه وشلّه أو الغدر به.
وكان ناجحا إلى أبعد حدّ في سياسة ربح الوقت التي ينتبه لها كل متابع جيّد لخطوات الشاهد.
وبحيث كما قال المثل الشعبي :
" وحلة المنجل في القلّة".
فإمّا قطع المنجل أو كسر القلّة..وهذا يخلّف جراحا
لا تقدر كل مكونات المشهد الضعيفة لملمتها في ظلّ مناخ سياسي مأزوم من رأسه حتى أخمص قدميه.
لا تقدر كل مكونات المشهد الضعيفة لملمتها في ظلّ مناخ سياسي مأزوم من رأسه حتى أخمص قدميه.
الأستاذ : زياد بن البشير سلطان.