هذا " الخلط " الغير مبرر ٠٠ لا علمياً ولا وطنياً ٠٠ كان وراء " حيرة الوطنية " لدى فريق لا يستهان به من " القوميين التقدميين العرب " فيما يتعلق بالموقف من " العدوان الأطلسي " على سورية ٠انه ٠٠ عدم التمييز بين مفردات لابد من تداولها عند صناعة موقف من الحدث ٠٠ الوطن ٠٠ النظام ٠
الوطن ٠٠ كما هو محدد تاريخياً ، ثابت عبر الأجيال المتعاقبة عليه ، وهو " شراكة تاريخية " بين الأجيال السابقة ٠٠ وتلك اللاحقة ، ولا يجوز ايقاع الضرر به من قبل أي من أبنائه ، تحت أي عنوان ، لان " الأحفاد " ستتلقى الضرر وراثة من الأبناء ٠٠ وعندما يتعمد " ابن الوطن " الاساءة إلى وطنه بالفساد والاستبداد أو التفريط بوحدته أو سلامة أراضيه ، فإنه بذلك يخون فيما اؤتمن عليه ويستحق حرمانه من شرف الانتماء إلى " الوطنية " ٠
لذلك ٠٠ " الوطن " ثابت في الزمان ٠٠ بمقدار ما يتحصن أبنائه " بالوطنية " في حفظ الأمانة ٠٠ واعلى درجات " الخيانة الوطنية " هي في تعريضه لمخاطر الأذى من أعدائه ٠٠ أو الجهل والحماقة وسوء التقدير من أبنائه ٠
اما " النظام " ٠٠ فهو ٠٠ " متغير " في الزمان ٠٠في ذات المكان ، وهذا التغيًر مشروع طالما انه يحصل ترجمة لارادة الأغلبية الوطنية ٠٠ ويمكن لهذه الأغلبية ان ترفض غداً ٠٠ ماقبلته اليوم ، ومن حقها ان تجري عليه التعديلات بالإضافة والحذف والالغاء بدون تحفظ وبالاسلوب الذي تسمح به وتتطلبه الظروف ٠٠ ومن حق الشعب ، دائماً ، إسقاط أي نظام فيه ، إذا ارتأى في ذلك حرية له ٠ واعلى درجات " الخيانة الوطنية " هنا تكمن في عدم السماح للأغلبية الوطنية بالتغيير بما يتوافق مع احتياجات " التحرر " بكافة مضامينه ٠
اما بعد ٠٠ عندما يعلن تحالف العدوان الأطلسي انه لا يستهدف " النظام " ٠٠ فهو بذلك يقول ٠٠ انه يستهدف " الوطن " ٠٠ وعليه ٠٠ فإن كل من يؤيد ويهلل للعدوان يضع نفسه في مواقع " الخيانة العظمى " للوطن الذي ينتمي اليه ويدافع عنه بطريقة تلحق الأذى به !!