-->
أخبار تونس أخبار تونس
تونس

آخر الأخبار

تونس
تونس
جاري التحميل ...
تونس

"حفاظا على شرف الأسرة الدولية”! بقلم د نبيل النايلي

Photo de profil de Nabil Naili, L’image contient peut-être : 1 personne, assis, costume et intérieur"دعونا نضع مبادئنا نصب عيوننا ونتساءل أيّ طريق نريد أن نسلك: هذه الضربات لا تحّل شيئا، لكنّها تضع حدّا لنظام اعتدنا عليه، نظام كان معسكر أصحاب الحقّ سيتحوّل فيه نوعا ما إلى معسكر الضعفاء.. إن واشنطن ولندن وباريس نفّذت الضربات حفاظا على شرف الأسرة الدولية، في إطار مشروع ومتعدّد الأطراف وبشكل محدّد الأهداف، بدون وقوع أيّ ضحايا". الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
برّرت رئيسة الوزراء بريطانيا، تيريزا ماي، أمام مجلس العموم، عدوانها الغاشم على سوريا، بقولها الفصيح: "كان هجوما صغيرا، فلماذا نزعج البرلمان بأمر تافه؟" ازهاق الأرواح وحرقها بلظى الصواريخ -الموجّهة والذكية جدّا- أمر تافه؟!! 
لم يعادل فظاعة هذا الهراء إلاّ شناعة هراء الوزيرة الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت وهي تحاول تبرير ذبح الأطفال العراقيين بأن ذلك "عمل جدير بالفعل!!" أو فداحة إقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان الأوروبي بأنّ "الضربات العسكرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية على مواقع "لا تحلّ شيئا"، لكنها فقط "تدخّلت حفاظا على شرف الأسرة الدولية"!!!
طبعا، لم يغفل جناب الرئيس أن يضيف:" أنّ فرنسا ستواصل "العمل من أجل حلّ سياسي –للجثث والجرحى- يشمل الجميع في سوريا، من خلال التحدّث إلى جميع الأطراف، روسيا وتركيا وإيران والنظام وجميع قوى المعارضة، من أجل بناء سوريا الغد وإصلاح هذا البلد..و"لن نبني سوريا الغد إن حوّلنا أنظارنا وتركناها لنظام بشار الأسد وحلفائه ينجزون المهام المشينة التي يقومون بها." سوريا التي تكاد تدمّر في سبيل "الحفاظ على شرف" هذه الأسرة الدولية!
وما رصد الـ50 مليون يورو ل"مساعدة المنظمات غير الحكومية" إلاّ ترجمة لهكذا تمشّي.
إذا كان زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، صدع بالحقيقة حين سأل ماي، بشأن الضربة الثلاثية على سوريا: "لماذا سوريا وليس السعودية؟ إذ الأزمة اليمنية هي أسوأ أزمة إنسانية؟ و"لماذا تواصل الحكومة البريطانية دعم السعودية"؟ فنحن بدورنا نسأل السيد ماكرون -المعني جدّا- ب"شرف الأسرة الدولية" أين هذه الأسرة الدولية من قضايا فلسطين والعراق واليمن وسوريا وو..أم أنّ الشرف يسلم من الأذى فقط حين يحضر الدولار واليورو وصفقات الأسلحة التي دمّرت وتدمّر ما تبقّى من دويلات؟
الأسرة الدولية؟ متى كان لها الشرف والمصداقية؟ أ ليست هي التي تتعامى حين تحترف العمى وتخرس تماما عند الطلب!
وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، لم يقطع شكه باليقين، هو الآخر، فأعلن"كلّ شىء يوحي، فقط وفقط يوحي، " بأنّ سوريا لم تعد قادرة على إنتاج أسلحة كيميائية"، متوعّدا "اذا استخدمت دمشق هذه الأسلحة من جديد فلن تتردّد فرنسا وحلفاؤها في توجيه ضربة جديدة". هكذا نضمن أن "شرف الأسرة الدولية" بخير ومحافظ عليه!
هلاّ استوعبتم؟

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

أخبار تونس

2016

الويندوز للجميع