
و في نفس السياق يكون كشف ملف الاغتيالين في مصلحة تبلور تيار وطني ثوري مقاوم ينجز قطيعته في نفس الوقت مع بقايا منظومة استبدادية عميلة تريد الاستمرار و قطيعة مع جديد منخرط في دمقرطة كاذبة تؤبد الارتباط مع مركز استعماري يغير عملاءه باسم انتقال ديمقراطي بسقوف محدودة لا تصل إلى فك الارتباط و جعل الحرية و الديمقراطية أفق تعبئة في الصراع العربي الصهيوني.
من يراجع خطابات بلعيد و البراهمي في سنتي انخراطهما في ،، الثورة ،، يدرك تماما السقوف الوطنية التي وضعها الشهيدان للثورة التونسية في علاقة التناقض مع المنظومة العميلة المتهاوية و في نفس الوقت مع ،، ربيع الشرق الأوسط الجديد ،، الذي مثله رعاة ،، الثورات المسيرة ،، من قوى غربية استعمارية و مراكز عربية متحالفة معها .
من حق كل محلل لملف الشهيدين أن يوجه أصابع الاتهام إلى قوى اسلام تكفيري ندرك الان أنه صنيعة لنظم العمالة و قوى التخريب الاستعماري و من حقه حتى أن يوجه أصابع الاتهام حتى الى اسلام سياسي لم يؤكد تباينه مع مشروع عبرنة الربيع كما ظهر فاضحا في سوريا و اليمن و لكن الاكيد ان نفس أصابع الاتهام يجب أن توجه إلى المسؤول الكبير و المهندس الأول الذي أنتج هذه الأدوات التنفيذية و استعمل أيضا دون شك بقايا منظومة قديمة ليست بعيدة عن هذا المشروع الجهنمي الذي صاغ مقولة ربيع عربي كاذب تم استثماره بشكل دموي في سوريا و يتم تسويغه في النموذج التونسي باستعمال متداخل لكل الأطراف.
كشف ملف اغتيال الشهيدين مهمة وطنية أكبر من صغر الاكتفاء بالمماحكة بها مع النهضة أو غيرها من الخصوم بل إنها مهمة تنكشف بها كل الصورة و ليتحمل الجميع مسؤوليته .
شهادة بلعيد و البراهمي مثل شهادة الزواري ..أحداث فارقة يجب أن تكشف منظومة ارتهان يتورط في شراكها أطراف متنوعون بمن فيها طبقة سياسية يهيمن الغموض على مكوناتها الوظيفية حتى المتناقضة ظاهرا .
هل سيسمح المسؤول العالمي الكبير كشف هذه الملفات و ما شابهها على طول الوطن العربي و التي اقترفها لاحداث تغييرات استراتيجية كبرى مثل اغتيال الحريري في 2005 ...لا نظن أنه يسمح ففي ذلك انكشاف لكل تاريخه التامري و أدواته المتغيرة ..لن يسمح إلا في حدود ما بقيت هذه الملفات أداة موسمية لصراع الأطراف في مشهد محكوم ...
المجد للشهداء اما الحقائق فلن تنكشف إلا بعد انتصار أمة تدخل التاريخ ..