في تدوينة له وجه القاضي وليد الوقيني وقد شغل سابقا عدة خطط هامة في الدولة كالناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ووال في اكثر من ولاية على فضاء التواصل الاجتماعي رسالة الى رئيس الحكومة جاء فيها :
السيد رئيس الحكومة
في نهاية المطاف صرنا على خطوات من الانتخابات الرئاسية و التشريعية و ارى ان مسألة تغييركم الآن مسألة عبث فلن يتغير شيء برئيس حكومة جديد ، و لكن أود أن أقول لكم لقد احسنتم و اتقنتم لعبة السياسة في الوقت الذي نرى فيه البلاد غرقت تحت الوحل لا البحر مما يجعل عملية الانقاذ صعبة ، نجاحكم في ذلك يعود لعدة معطيات لا فقط لدهائكم و دهاء من حولكم بل أضيف إلى ذلك قدرة وجدتها عند الكثيرين للانبطاح و الاعتراف ببطولاتكم الواهمة فأرني مثلا منجزا اقتصاديا أرني منجزا صناعيا أرني طرح رجل يتزعم شعبا و يحمله إلى مستقبل سعيد ، لا أدري مالذي اصاب كل شيء في نفس الوقت هل الكل بملفاته ؟ حقيقة مسألة تدعوا للحيرة !!!!
انا لا ادعوا لثورة انا ادعوا إلى ان تحافظ الناس على الكلمة الحرة و هي المنجز الوحيد بعد 14 جانفي خصوصا ان الحوار و الكلمة هما سبيل تونس الوحيد للنجاح ، لأن الثورة المالية فاز بها المهربون و الفسدة و المرتشون و لا أدل على ذلك من تصنيف تونس لدى منظمة الشفافية الدولية ، طبعا سيادتكم ترون ان نصركم اكيد بعد ان نصركم العارفون بالله و بقيتم و هم في خانة المنتصرين و لم تهزموا بفعلكم حافظ او السيد رئيس الجمهورية او الاتحاد العام التونسي للشغل او اتحاد الصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية فقط لقد هزمتم شعبا بأسره فكل عائلة يهددها الجوع قهرتموها و كل عائلة يهددها مرض قهرتموها و كل عاطل عن العمل قهرتموه و كل عامل قهرتموه سيادتكم انتم وحدكم الفرحين و البلد تعيس و نحن البؤساء و لم يعد شيء يشبهنا لا مجلس النواب و لا المنابر الاعلامية و لا الجرائد كل شيء كان منا صار غريبا عنا نحن في وادي و انتم في وادي ، نعم لقد عشنا فترة كهذه في آخر سنوات حكم بن علي و نتيجة لذلك أقر انهم غلطوه لكن بالمقابل مالذي يحصل اليوم ؟ يعني هل ان كل ما يحدث فينا هو بسبب خصامك مع ابن رئيس الجمهورية ، لا أظن لقد فشلت في اختيار التحالفات مرة مع حافظ مرة مع الاتحاد مرة مع النهضة و الأولى بحكومة وحدة وطنية ان يكون رئيسها مع كل الاحزاب و مع كل المنظمات و مع كل المؤسسات و مع كل الكتل ذلك هو المشروع الذي انبثَقت منهُ ، اعلم ان العمل وفق هذه الشروط صعب خصوصا على انسان حديث العهد باللعبة السياسية لكنك قبلت المهمة و مشاقها فكنا موحدين في انطلاق حكومتكم حتى صرنا اليوم بحزب واحد يدعمكم و وزراء انفصلت عن احزابها و نواب انفصلت عن كتلها بمعنى اخر حالة سيرك سياسي نعيشه و نتحمل تبعات ذلك صامتين صابرين على هذا البلاء الصعب ، طبعا نجاحكم لم يكن ليتحقق لولا تمزيق الخارطة السياسية المنبثقة عن الحوار الوطني اربا اربا و تجزئة المجزّأ و تفتيت المفتة صار الجسد المقاوم غير مقاوم و عليل بل حتى حليفكم الوحيد اليوم يعيش ظروف صعبة من المفروض اخلاقيا ان تقف لجانبه و تسنده ، ها هي البلد اليوم مشاكل و مصائب و اوبئة و ازمات و افلاس او هو ادنى من ذلك ، صرنا انموذجا لسوء التدبير بعد ان كنا انموذج حوار و نلنا جائزة نوبل للسلام لأجل اتقان فن الحوار لكن ها نحن اليوم لا نتحاور و لا نتقن إلا التسابب و الشتم و هتك الاعراض و لا يوجد اي حوار من شأنه أن ينهض بالبلاد يعني حتى وثيقة قرطاج سند شرعيتك قد توقفت حواراتها اعلم و بكل موضوعية انك لست وحدك السبب لكن رئيس حكومة هذا البلد كان عليك أن تجد حلولا تنجو بها تونس من واقعها المرير كان عليك أن تكون خيمة جامعة لكل التونسيين دون فرز او إقصاء لاحد و دون بالخصوص ظلم لكفاءات اشتغلت معك و كان همها الرقي بالبلاد و السعي إلى تحقيق مصلحة عامة لا مصالح خاصة ، ها هي البلاد على حافة كل المخاطر مخاطر تتهدد المشروع السياسي الديمقراطي و مخاطر تتهدد السلم الاجتماعية بارتفاع منسوب الاحتقان السياسي و كذلك الاحتقان الاجتماعي و مخاطر تتهدد المقدرة الاقتصادية للبلد و خطر يتهدد الانموذج الثقافي التونسي ببساطة كل شيء مهدد فبلدنا في اضعف حالاتها تشقها صراعات حاده من شأنها أن تأخذنا جميعا إلى الهاوية .
انا لا اكتب لك لا بغاية النقد و لا بغاية النصح انني اكتب ربما لأحس أنهَ هناك مازال فضاء عام إسمه تونس يجمعنا ان هناك اُُمّا حنونا تنتظر كل ابنائها لإعادة الالتفات حولها .
اعلم ان كلامي يوضع في خانة الرومنسية و ربما بعيد كل البعد عن الحالة التي كنت عليها في السابق و الأفضل هو اصلاح الحاضر قبل ان يظهر التاريخ اعوجاجنا و نُلقى لا ادري اين حيث لا بندير يزين و لا ابواق تهلل .