
الطفل التونسي “فارس الرزقي” صنف نابغة وعبقري في زمن طغى عليه تهميش الكفاءات الناشئة والخبرات العليا، فارس الرزقي تحصل على 135 كمستوى لقيس الذكاء عند دخوله لمقاعد الدراسة في السنة الثالثة من التعليم الإبتدائي..
وثائق ومعطيات دقيقة تحصلت عليها جريدة الحرية التونسية من والدة الطفل النابغة تثبت علمياً أنه ذكي لدرجة متفوقة جداً ضمن معايير دولية معترف بها. وتقول والدة الطفل “فارس الرزقي” والتي تفتخر بإبنها أنها تسهر دائماً على راحته أثناء الدراسة وخلال ممارسته لهوايته المفضلة وهي تعمل جاهداً بما جادت بها قريحتها على تلبية رغابته اللامحدودة والتي أتعبتها نوعاً ما وأصبحت تقلل البعض الأخر، حيث أنقلب الذكاء الذي منحه الله تعالي لهذا الطفل الأنموذج إلى محنة ومصيبة، مصيبة بسبب المعاملة اللاأخلاقية لبعض المعلمين والذين كشف فارس عورتهم وأخطاءهم،
وقد تفطن فارس لسوء معرفتهم وجهلهم في تقديم المواد التدريسية، مثلاً: فارس قام بإصلاح أخطاء معلمة الرياضيات أكثر من مرة وأخطاء عديد المعلمين والذين عجزوا هم أنفسهم في فهم المواد التدريسية…والكثير من القصص النادرة والمضحكة والمحزنة..ربما نجد أنفسنا اليوم امام طفل معجزة لم يجد حظه في المدارس التونسية والتي تظل متأخرة ضمن المراتب الدولية وغير مصنفة أحياناً وكل هذا ضمن مناخ وطني لا يشجع الكفاءات والخبرات والنوابغ بل يقمع ويقمع من أجل الجهل والهرج ومن أجل طفولة غبية تسيرها العولمة وتحكمها السياسة..وهذا أقل ما يمكن أن نقوله، لأن الدولة لم تسهر على العناية بالأذكياء ومنحت الأغبياء الأموال الطائلة وخصصت لهم المؤسسات لخدمتهم ولنشر غباءهم على بقية الأطفال..نقولها ونجددها بأن السلطات التونسية لم تعتني جيداً بالنوابغ والأذكياء على غرار فارس الرزقي، ولعل أبسط التجاوزات هو برنامج التدريس من خلال المواد التدريسية وتوقيت الدراسة والذي يتشعب ويغلق كل المنافذ أمام حرية الأطفال في الترفيه وتطوير مهاراتهم وفنونهم..كما أن كبرى التجاوزات هو وضع فارس الرزقي في آخر القسم لإقصاءه من المشاركة بسبب إجاباته الصحيحة والدقيقة.. وللتذكير، فقد عانى فارس الرزقي من تعب معنوي مما جعله يبتعد عن مقاعد الدراسة في أكثر من مناسبة، وصولاً لخوفه وكرهه للمدرسة والتي أصبحت قلعة رعب تحطم أفكاره وطموحاته المستقبلية وتدمره نفسياً ومعنوياً، كابوس الرعب يبدأ مع دخول بوابة المدرسة بحارسها ومديرها ومعلمها المرعبون يبدؤون في عمليات تحطيم وتدمير الفكر نحو إلجامه وتسييره في الطريق الأوحد الذي يخدم مصالح الإنسانية.
ربما كل المدارس في العالم تتفق على آتخاذ النوابغ أعداء في ظل منظومة العولمة الرهيبة والتي حطمت الذكاء البشرى على حساب الذكاء الألى، ربما ندخل لعالم الفلسفة لنفهم هؤلاء الذين سبقونا زمنياً..وسيظل فارس الرزقي الطفل الناجح والأنموذج أحب من أحب وكره من كره لأن الذكاء ملكة يمنحها الرب لمن يحب.
المصدر صحيفة الحرية التونسية