
منذ مدة ونفس الأجواء تحوم في جميع مدن و قرى وأرياف تونس. الطبيعة جافة والشعب أيضا جاف وأصبح قابلا للاشتعال في أي لحظة. مظاهر الدولة شبه معدومة ولا تلمسها إلا في تواجد الحواجز الأمنية على الطرقات و في مداخل المدن ، الشعب أصبح مثل الهشيم اليابس ينتظر عود الثقاب! بعد أن أصابه الاحباط واليأس من اصلاحات ممثل المقيم العام التي طالت كثيرا.
الفقر والبؤس متفشيان والظلم تلحظه على وجوه الجميع! الدولة ليست غائبة على المستوى المركزي فحسب، بل غائبة على جميع المستويات الجهوية والمحلية؟! ..الفوضى العارمة تجتاح كل شيء ، و الطبقة السياسية في الصالونات و المنابر بعيدين عن الواقع.. واقع شعبنا الذي أصبح بالفعل يحتاج إلى مثل اعلان 1952 لتخليص نفسه وتخليص البلد من هذه الفوضى والرداءة التي تجتاحه...
عداء الشعب لكل ما يرمز للدولة تجاوز عداءه للاستعمار سنة 1952 .
و الدليل أن جميع المسؤولين والسياسيين لا يتحركون إلا بأسراب من التشكيلات الأمنية لحمايتها من الشعب الذي تحكمه؟!
إنها المأساة.!