
أفظع من ذلك وأمرّ ما ترويه الصحافية عن "فتاة اريترية أجبرت على العودة إلى إيطاليا سيرا على الأقدام في طريق سريع دون رصيف للمشاة وهي تحمل رضيعها الذي لم يتعد عمره 40 يوما"!!
شهادات شهود عيان جمعها عاملون في أوكسفام ومنظمات أخرى اتهموا الشرطة الفرنسية ب"تزوير تواريخ ميلاد الأطفال المهاجرين الذين لا يصحبهم أولياء أمورهم لتسهيل ترحيلهم إلى إيطاليا كبالغين"!
كما أضافت الصحيفة نقلا عن إحدى العاملات في منظمات الاغاثة الانسانية المحلّية في ايطاليا قولها إن "الأطفال يتعرّضون إلى الصراخ عليهم والسخرية منهم، وقيل لبعضهم إنهم لن يعبروا الحدود مهما حدث، كما صودرت شرائح هواتفهم بحيث لا يمكنهم الاتصال بأهلهم مجددا".
إلى متى سيظلّ المهاجرون لقمة سائغة للموت غرقا أو إذلالا؟ ما تنقله أوكسفام ليس إلاّ غيضا من فيض المعاناة اليومية المسكوت عنها إلاّ إذا خلت الأخبار من محور الرفق بالحيوان!
نرجو ألاّ يكون المقال فقط مجرّد تصفيه حسابات بين ابات بين إيطاليا وفرنسا!
إلى متى سيظلّ هؤلاء الوسيلة الرخيصة للابتزاز والاستغلال السياسيين الذي يستثمر فيه أباطرة العالم "الحر"؟
"الجنة الموعودة" التي يهاجرون من أجلها اختزلت في قارب متهالك ومعاملة مهينة لمن نجا منهم من موت محقّق..
من يستمع إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يحثّ رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي، "على العمل مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا لحل مشكلات الهجرة بدلا من الانضمام إلى "محور" مناهض للهجرة"، ويطلع على شهادات المنظمات والمهاجرين الذين رُحّلوا إلى إيطاليا بل تغنيه فقط جولة بسيطة بين أبواب باريس ليتأكد من حجم المأساة والنفاق الدولي!!!