

استنادا الى شهادة التلاميذ اقران أنور في روبرتاج تلفزي شاهدته اليوم وكانوا حاضرين ساعة قضائه .يقول التلاميذ في شهادتهم أن الطفل حين سقط أرضا انتابته حالة علز وهو نوع من الصرع وقد تيبّست أطرافه و سالت من فمه رغوة " كشكوشة" مثل الزّبد . هذا ما قاله اقران أنور والعهدة عليهم .طبيّا أمام هذه الحالة الموصوفة طبعا من طرف اطفال مثل أنور أوّل ما نشكّ فيه هو انخفاض نسبة السكّر في الدّم بشكل متقدّم يجعل الدماغ وهو العضو الذي يستهلك السكّر بامتياز يتعب و يتوتّر و يدخل كلّ العضلات في حالة انقباض و تشنج و إذا لم يتمّ اسعاف المصاب بجرعة من السكر بسرعة او حقنه بالجلوكوز يموت و بسرعة ..هذه مبدئيّا الاستنتاجات الاولية التي يمكن ان أسوقها مع بعض التحفّظ طبعا . ولسائل ان يسأل : لماذا تنخفض نسبة السكر في الدم عادة ؟ وخارج اطار الامراض التي تترتّب عنها تعكّرات في استقلاب السكريات والنشويّات ؟
الجواب بسيط : حين نجوع ولا نأكل شيئا لمدّة معينة
و علما أن الطفل أنور مصاب بنوع من فقر الدم الوراثي والاقرب الى خلدي " فقر الدم البحري البيتا تلاسيميا المنتشر بنسب كبيرة في بلدان البحر الابيض المتوسط و منها تونس " thalassemie " حسب ملامح وجه المرحوم ..فوضعه الصحي هشّ بالنسبة لغيره و بنيته ضعيفةولا يحتمل الجوع الذي يمكن ان يهلكه هلاكا .
يا من تصرّون اصرارا عن تعنّت ربّما أو عن جهل يعذر او عن رغبة في طمس الحقائق ان أنور لم يقتله الجوع ..أ لا تزالون مصرّين ؟ اذا أنتم مصرّون بعدُ فأنا أيضا عنيدة و مصرّة بأن أنور مات جوعا وبأن الجوع كافر و قاتل و بأن الفقر ارهابيّ مروّع ..وبأن في بلادنا جياع كثر يبيتون خاويي الابطان و جياع كثر يبيتون خاويي العقول و فقر كبير وفي بلادي احياء موتى على الأرض و أحياء موتى الضمائر .