
درس الدكتور الغربي في قليبية وتونس والجزائز وباريس ونال دكتوراه في الطب باطروحة موضوعها يدور حول رعاية الجنين وهو لايزال في بطن امه وكان ذلك قبيل حلول الخمسينيات ..
وعاد الى تونس ليعمل في المستشفيات الحكومية ..وباشر الطب مع كبار الاطباء من التونسيين المسلمين واليهود والفرنسيين والايطاليين ..كلهم من ذوي الاسماءالتي خلدت اعمالها الكثيرة في خدمة الصحة والانسان التونسي المحتاج الى الرعاية الصحية منهم محمود الماطري ..واحمد بن ميلاد...وعبدالرحمان مامي...
وكان من الاطباء الاوائل الذين قاوموا امراض الكوليرا زمن انتشارها في بدايات عهده بالطب وركز اهتمامه على امراض السل ثم نال الاختصاص فيه بعد مصاحبته لكبار الاطباء الذين تعلم منهم.. ..واستفادوا منه وهو في بدايات الطريق فقد كان اول مؤسس للمركز الصحي لعلاج مرض السل والامراض الصدرية في اريانة بعد ان تاكد للجميع ان هواء جهة اريانة طيب يساعد على شفاء المصابين ..وكان في هذه المستشفى الطبيب المتبع والمعالج والباحث والملاحق لكل المستجدات في الميدان ..
كما انه تراس عمادة الاطباء وابلى فيها البلاء الحسن ومايزال الاطباء الاحياء الذين عملوا تحت عمادته يلهجون بذكره ..وبجليل خدماته ..كما انه كان رئيس الهلال الاحمر لسنوات طويلة وبذل من اجل هذه الجمعية الجهد والوقت وحتى المال من اجل ان يراها منظمة تونسية وطنية في مستوى دولي ....
وقد كان يحب التلاميذوالطلبة بشكل خاص ويجد لهم دوما الوقت من اجل تقديم العلاج لهم ومراقبتهم الصحية ..وقد كان طبيب العديد من المعاهد يزورها بانتظام ..وكان ايضا من الاطباء الذين لا استغناء عنهم في بدايات السنة الجامعية منذ بداية السبعينيات الى التسعينيات .
وقد نال الجوائز والاوسمة الوطنية والدولية ...
ومن ابرز ما نذكره هو تعلقه بمسقط راسه قليبية بشكل كبير .فهو دوما في قليبية اثناء العطل..فلا يجلس في مقهى او مطعم او نزل او حانة ...انما هو يلتقي ببعض افراد من عائلته ومن اصدقائه امام بيت والده بطريق الشاطئ في محل صغير ان كانت شتاء وخارجه وعلى الرصيف ان تحسن الطقس .هناك يجلس وهناك يلتقي الناس ..وهناك يلعب الكارطة او الشطرنج...وهو سعيد بهذه الجلسة وابدا لم يغيرها لاكثر من ستين سنة ...
وهو رجل خلوق لا يعرف التكبر او التعالي على احد بل كان الكثير من اصدقائه من المواطنين العاديين جدا انما يسعد بهم ..ويدخلون عليه السرور...ويقدم لهم الخدمات .
وقد كان في قليبية اول رئيس بلدية لها في الستينيات وبداية السبعينيات ...وكان مهتما بفريقها الرياضي يقدم له كل انواع الخدمات كما انه لا يفلت اي نشاط ثقافي منذ عشرات السنين ..بل هو يحضر مهرجان الادباء الشبان في دار الشعب ..ويحس بالفخر ان الكثير من الادباء ينكلقون من قليبية ..
كل تونس السباسية والثقافية والاجتماعية تحب ابراهيم الغربي..وكل قليبية اليوم تبكيه لانه الابن البار الذي ابدا ما صعّر خده عليها..وابدا ما كان غير ذائب في كل مكان فيها ..يعشق ترابها وبحرها ..وسماءها ... ..واناسها فردا فردا بل هو يعرف جل سكانها عرفهم في المستشفى او امام بيته او في الرياضة او في الثقافة او في البلدية ....
ملاحظة اخيرة
...
لقد سجلت معه حصة تلفزية ضمن برنامج كنت انتجه قبيل الثورة باسم صفحات كن العمر ..تحدث فيها عن حياته بالتفصيل .وعلى التلفزة ان تستغل هذه المناسبة الاليمة وتعمل على اعادة بثه بعد عملية ترميم لا تتطلب منها ساعة عمل تقنيا ..
..
رحمه الله رحمة واسعة والله اكبر